عن المشروع

لماذا البونوبو؟

منذ عدة سنوات، عندما بدأت في دراسة علم الإنسان وتطور الرئيسيات، أصبحت مهتمًا بشكل خاص بأقرب أقاربنا – الشمبانزي. نتشارك معهم 98% من الحمض النووي المتطابق، بالإضافة إلى بنية جسدية وفسيولوجية متشابهة. ما أدهشني أكثر هو حقيقة أن البشر والشمبانزي فقط يمكنهم النظر إلى بعضهم البعض في العينين، وجهًا لوجه، أثناء التزاوج. هذا الشجاعة والثقة استحوذا على انتباهي لدرجة أنني قررت دراسة هذه الرئيسيات بشكل أعمق.

خلال بحثي، علمت أن الشمبانزي ينقسمون إلى نوعين: الشمبانزي العادي، الذي يعيش شمال نهر الكونغو، والبونوبو، الذي يسكن الجنوب. من الناحية الشكلية، يصعب التمييز بينهما، رغم أن البونوبو أكثر رشاقة. الاختلاف الرئيسي يكمن في سلوكهم: في حين أن الشمبانزي العادي يميل إلى العدوانية والعنف، يحل البونوبو صراعاتهم من خلال التفاعلات الجنسية ولا يظهرون تقريبًا أي عنف. جعلني هذا الاكتشاف أتساءل: ماذا لو اختار الجنس البشري طريقًا آخر عند مفترق طرق التاريخ؟ طريق الحب على غرار البونوبو بدلًا من العدوانية على غرار الشمبانزي؟

هذه الأفكار دفعتني إلى التعمق في دراسة البونوبو ومشاركة قصتهم مع العالم. لهذا الغرض، أقوم بتنظيم رحلة استكشافية إلى جمهورية الكونغو الديمقراطية، حيث سأجمع مع فريق من الخبراء مواد عن هذه الكائنات المدهشة التي تعيش فعلاً وفقًا لمبدأ “صنع الحب لا الحرب”.

هدفي هو إنشاء منصة عبر الإنترنت، موسوعة عن البونوبو تتضمن مقالات عالية الجودة وصورًا ومقاطع فيديو. ستساعد تقنيات الواقع المعزز والعناصر التفاعلية في استكشاف سلوك وثقافة البونوبو. مع مرور الوقت، أخطط لإضافة جولات افتراضية فريدة، حيث سيتمكن المستخدمون من مشاهدة حياة هذه الكائنات المدهشة بل ورؤية العالم من خلال أعينهم.

أعتقد أن التكنولوجيا الحديثة تسمح بالفعل أو ستسمح قريبًا للمستخدمين بالغوص في مشاهد مفصلة من حياة البونوبو. في بانوراماتنا، ستتمكن من التبديل بين وجهات نظر مختلفة: من خلال عيون بونوبو أو باحث أو مراقب. ستسمح العناصر التفاعلية للمشاهدين بمراقبة التفاعلات الاجتماعية والسمات الثقافية والحياة اليومية للبونوبو. أنا واثق أن المستخدمين على موقعنا سيتمكنون من مناقشة ما يرونه في الوقت الفعلي مع المشاركين الآخرين في الجولة، مما يخلق مساحة لتبادل الآراء وتعميق فهمهم لهذه الرئيسيات الفريدة.

وبالاعتماد على مبادئ الدولية، أعتبر من المهم جعل الموقع متاحًا لجمهور عالمي. الموقع يدعم الترجمة التلقائية إلى ست لغات رسمية للأمم المتحدة: الروسية، الإسبانية، الفرنسية، الصينية، الإنجليزية، والعربية.

في الختام، أود أن أشير إلى أنه على الرغم من أن دماغ البونوبو أصغر من أدمغتنا، إلا أن ذلك قد يكون ميزة لهم. إن ذكاءنا العدواني الموجه نحو الهيمنة والتفوق قد يؤدي في النهاية إلى تدميرنا الذاتي. من المهم الحفاظ على فرصة تطور الرئيسيات العظيمة مع القيم الأساسية الصحيحة، حتى يمكنها أن تصبح نوعًا جديدًا – بونوبوسابينس: عقل مبني على الحب والتعاون.

ملاحظة مهمة: يمارس البونوبو علنًا أشكالًا مختلفة من السلوك الجنسي. قد تصدم هذه المشاهد المشاهدين غير المستعدين. إذا تسببت هذه اللحظات في شعور بعدم الارتياح، ننصح بالامتناع عن زيارة الموقع.

لأولئك المستعدين للغوص في عالم البونوبو، ندعوكم للانضمام إلى مجتمعنا، للتعرف على هذه الحيوانات الفريدة والمساعدة في حمايتها!

لازار شاولوف